كثيرا ما نسمع عن الإعجاز القرآني وما سبق به القرآن المكتشفين المعاصرين.
بل لقد أصبح من هشاشة الموضوع أن قام البعض بلصق كل حادثة غريبة بالقرآن الكريم ولم فأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي حدثت في 11/9 قالوا بأن الآيات التي دلت على ذلك وجدت في الجزء التاسع بعد إحدىعشر آية من بدايته وفي الحزب 21 الذي قالوا بأنه يرمز إلى القرن الحادي عشر وغيرها من التأويلات الساقطة لمثل هذ هالأحداث.
فهل كل حادثة غريبة يمكن أن يطلق عليها إعجاز؟ أم لا بد من التفريق بين الحقيقة والنظرية؟
وهل من الأفضل أن نسميه إعجازا أم سبق قرآني؟ لأن البعض قال أنتم تقولون بأن المعجزة هي ما لا يمكن الإتيان بها؟ فكيف يكون القرآن معجزا وقد استطعنا كشف ما فيه؟
هل القرآن به نبوات عن المستقبل؟
يقول الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (الجزء الأول ص 33) وهو عبارة عن حوار مع أحمد فراج، وقد عرض بالتليفزيون المصري سنة 2000و 2001م:
[ كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره.
1ـ فسيدنا موسى عليه السلام جاء في زمن كان السحر قد بلغ فيه شأواً عظيما، فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر السحرة.
2ـ وسيدنا عيسى عليه السلام جاء في زمن كان الطب قد بلغ فيه مبلغا عظيما، فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب أطباء عصره.
3ـ وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت المزية الرئيسية لأهل الجزيزة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله ....]
فكما نرى من ذلك أن أحدا لم يذكر من قبل أن للقرآن إعجاز للتنبؤ بالمستقبل، فمعجزة القرآن هي اللغة كما رأينا. فكيف يظهر الآن من يدعى بوجود هذه النبوة في القرآن؟
والواقع أن أسلوبَ ليِّ الحقائق، واضح جدا في هذا الهراء الذي يدَّعيه من يقول أن آية 109 من سورة التوبة هي إعجاز قرآني نبوي، إنها محاولة فاشلة لإلباس القرآن ثوبَ إعجاز لم يألفْه، ولم يتحدث عنه إنسان من قبل، ولا رسول الإسلام نفسُه.